الثلاثاء، 26 مايو 2009

فجر وخليل


دعونى اقص عليكم قصة فجر وخليل

شخصين بروح واحدة لم يُخلق لهما مثيل

وُلِد الحب فى نظراتهما منذ عهد طويل

طيب القلب هو , طاغية الانوثة هى كل ما فيها جميل

همسها له كان العشق وما اروعه, وفى لمسته سعادتها و رضاها

قد مر عاما غريب العمر ما اسرعه, سنة واحدة رباه ما احلاها

فى بادىء الامر كانا يتحدثا كثيرا كصديق وصديقة

ولم يمر الكثير حتى غرق خليل فى بحر مشاعرها الرقيقة

صارحها بحبه رغم خوفه ان قد ترفضه ويفقدها

ولكنه ذُهل ان تهديه تلك الفاتنة قلبها بأرادتها

حكى لها عن حياته ودنيته كيف كانت وتكون

ممتلئة بالذكريات الحزينة وتمر مزخرفة بالشجون

تقبلته فجر كما هو بجراحه ولم تشغل بالاً بالماضى

واحتوته وكانت له اختا واما وحبيبة قلبها راضى

فى عيد ميلاده تمنت لو تستطع ان ترسل روحها تسكن جاره

وكان لا يزل عاشقاً مفعمًا بالحب ولكن الاندفاع كان داره

يوما بعد يوم ازداد وهج نار الغيرة فى قلب خليل

واتهمها: ياكاذبة!! تخدعيننى؟ تبحثين عن رجل بديل!!

القى بسهامه واحدا تلو الاخر غير مكترث لنزف قلب فجر

وهى تبكى حائرة كيف يا خليلى!! كيف تتهمنى بالخيانة والغدر!!

لما رأى الدمع جرى كالنهر العذب من عيون لم تفقد بعد برأتها

ادرك: كم انا مندفع !! تبًا لظنونى وسوء افكارى وحماقتها

اسمعوا العجيب!! سامحته فجر وكفكفت هى دمعها وضمته لها فى لحظتها

واستمرت تقدم كل الحب والعطاء استمرت تفنى زهرة شبابها قدر استطاعتها

ومضت الايام منذ ذلك الحين ساعة كالنسيم وساعات كالرعد

وفجر حيناً تطاوعه وحيناَ تغضب وحيناً تنذره بالبعد!!

لكنها فى الواقع تحبه ولن تجرؤ ان تذيقه قسوة الجراح ومرارها

فكم كان يقطف من ورود ابتسامتها ويهديها لغيرها

وحين تواجهه يقول صديقة! اما انتِ لى الدنيا ودلالها

تبكى وتبكى وتبكى حتى اصبحت دموعاً لا قيمة لها

لم يعلم خليل ان الحب دون رعاية حباً واهن ضعيف

واستمر فى تصرافته معتقدا ان لا مانع من جرح طفيف !!!

وما كان مدركاً انه قد دفع حبهم لأوان الخريف

بنصل لسانه الحاد اهانها وتحول فى عينها وحش مخيف

استعجبت فجر لحالها!! وجلست مذهولة شاردة

اهذا من احببت؟ اهذا من حاولت اسعاده جاهدة!!

ولأول مرة رأت القسوة المدونة على جبين خليل

وتبين لها انها تخلت عن كرامتها مقابل ذلك الحب الهزيل

فقد اهان حبها حتى قلل من شأنه واصبح حباً ذليل

وافاقت من وهمها: انهضى قد أن وقت الرحيل

حينها احس خليل برهبة الوداع وقسوته

واستيقظ داخله الحنين وتذكر انها حبيبته

واستمات : لا تبتعدى سأفعل اى شىء يرضيكى

وماكان جوابها غير: كف !! يكفينى ان تكون صديقى

ولقلبها هى تعلم ان من المستحيل

ان يوجد يوماً بديلاً لخليل