دموع وافراح انسان حزين ساعات مرتاح

امس ادركت انى لست بملكة وان لا وجود لمملكة النجوم

لم اعلم يوما ان قد تموت مشاعر البشر من كثرة الهموم

وتعمى قلوبهم عن الحق وتظلم سمائهم وتتلبد بالغيوم

وينساقوا خلف الحقد والكبر وانا اُشهٍد عليهم الحق القيوم

كانت نجمات المملكة انعكاس لكل صفة حميدة

ولكل نجمة مغامرة ولكل نجمة حكاية جديدة

وكنت فى خيالى ملكة على تلك النجمات السعيدة

ولكنى ادركت انى حتى فى مملكتى وسمائى وحيدة

كنت اجلس وحدى بجوار الشرفة انظر للسماء

انتظر صديق يطرق بابى لاحكى له ما بى من عناء

وكم تمنيت اختا تكفكف دمعى وتكن لى اغلى الاحباء

ولكنه حلم لا اكثر وابقى هكذا حتى اغفو من كثرة البكاء

كثيرا قدمت الحنان والاخلاص رغبة فى ود الاخرين

وكثيرا ما اخطأت فى اختيارى وتعثرت اكثر فى الظالمين

من يحملوا فى قلوبهم الكذب وعلى الجرح هم قادرين

ولكنى تحملت وحمدت ربى وجعلنى من الصابرين

فاخترت مملكة النجوم فهى ابعد ما يكون عن الناس

هناك فقط نجمات ان رأيتها بهرتك و ظننتها من الماس

نجمة الحب والرضى و الغفران والامل والسعادة والاحساس

ولكن بموت تلك الصفات الحميدة فى قلوب البشر

اظلمت معاها نجماتى وابتعد عن المملكة القمر

واختفى عنى عرشى السحابى من خيالى واندثر

وبت ارثى لحالى وابكى فان الشر قد انتصر

فى سعادة جلست اتأمل النجمات اللامعة تغفو فى اطمئنان

جميعهن تتلألأن فى سكينة وهدوء الا نجمة الحنان

تعجبت فتلك النجمة اكثر النجمات تسامحاً واقدرهن على الغفران

طيبة وكثيرة التضحيات وتظهر على الدوام فى سماء الانسان

تنير قلب البشر وتساهم فى نشر الحب والقدرة على النسيان

فى تردد اقتربت منها وقلت يا نجمة الحنان لما تشعرين بالأرق؟

اجابت اشعر بضعف فى سحرى مما اثار فى قلبى القلق

سمعت انسانا يقول مات الحنان فى قلوب الناس وقد صدق

فقد زادت القسوة وتجمدت المشاعر والحنان قد سُرٍق

قلت لها الحنان رأس مال الانسانية وبدونه تجف انهار الاحساس

ومن يتخذ من الحنان تاجاً لقلبه يكن ملك عالمه وتحبه الناس

وانتى ذات سلطان كبيرعلى البشرية

فالأم تحن والأب يحن ومن يحب تكن نفسه بالحنان ثرية

والاخ يحن والاخت تحن والصديق يقدم الحنان هدية

والطفل يحن وتلك افضل واسمى صور الحنية

هنا قامت النجمة وقالت نعم فالحنان رقة فى القلوب

ومن رق قلبه وحن كان قليل الغضب وقليل العيوب

وفى حياتة راحة واستقرار وفى ميزانه خفت الذنوب

فالحنان من شيم المؤمن على مفترق الدروب

فسلام عليكٍ يا ملكة النجوم سأعود لعملى ورسالتى

وتركتى وحدى ولكن سعيدة باتمام مسئوليتى

اليوم جلست لحالى على السحاب بعيدة عن النجوم

حزينة دامعة العين شاردة احدق فى الفضاء فى وجوم

اقتربت نجمة الغفران تسألنى ماذا بكى يا ملكة النجوم

قلت لها وحدتى اتعبتنى ومللت من كثرة الهموم

تحملت الكثير وصبرت على غدر وخيانة وسوء خلق الناس

صبرت وصبرت وتناسيت حتى مات فى قلبى الاحساس

كان التسامح ينبع من ذاتى كنت اقدم الحنان دون حد

قتلت الاحزان حلمى الاتى وغرقت مشاعرى فى المد

ذقت مرار الخيانة كثيرا وتعذبت بقسوة الخداع

ابحرت فى بحر قسوة الناس بمركب دون شراع

انهمرت دموعى انهار وشعرت بضعف حالى

فاقتربت النجمة وقالت كفى بكاء ان دمعك غالى

اعلم ان ما مر بكٍ من الهم صعب النسيان

ولكن اجمل ما فى الانسانية هو الغفران

يعفو ويغفر مالك الملك فمابالك بالانسان

من بات ليله متسامح مع الناس يشعر بالاطمئنان

لقبتنى بنجمة الغفران لاننى انير سماء القادرين على المغفرة

وانتى اولهم سمائك ممتلئة بنجمات الخير وتمضى ليلك مستغفرة

اغفرى لمن اساء اليك وافتحى قلبك للتسامح من جديد

وابتسمى لتجعلى الدنيا تبتسم والجمع يصبح سعيد

انظر للسماء فى شوق ولهفة متى اتوج ملكة من جديد

اكاد اسمع اغانى وارى الاضواء مااحلى تلك الاناشيد

اغمضت عيناى سريعا ورحلت مع خيالى الى عالمى البعيد

فوجدت النجوم مجتمعة جميعا تحتفل وترقص والكل سعيد

وهنا عرفت السبب... ان نجمة السعادة استيقظت من ثباتها

وبثت الضياء والهنا والفرح على النجمات اخواتها

والقمر اصبح اقرب للمملكة يزيد فى ضيائها من وقتها

ورأيت نجمة السعادة متأنقة كصاحبة الدار والنجوم ضيوفها!!

تقدمت وتوسطت النجمات الرائعات الفاتنات

كلهن سعيدات منيرات متفائلات

والسحب تتخلل الجمع وتتحرك بنا كأرجوحات

واجتمعت النجمات فى صوت واحد هنيئا لنا بالسعادة وسحقا للحزن والأهات

لم ازر مملكة النجوم ولم اعرف اخبار نجماتى منذ ايام عديدة

فترقرق الدمع فى عينى تحسباً ان تكون احدى النجمات غير سعيدة

واغمضت عيناى لاعيش فى الخيال وانتقل لتلك المملكة البعيدة

لأجدنى مرة اخرى بين النجمات البراقة وكأنها مصابيح انوارها شديدة

فاليوم اتنقل بين النجمات كبيرات ان كانت او صغيرات

فأجد نجمة الاخلاص تحكى عن ما مر بها من ذكريات

وعندما رأتنى ارتبكت فتبسمت لها وقلت اكملى حديثك عن ما فات

وجلست اتوسط نجماتى سعيدة واستمع لما تقول نجمة الاخلاص من حكايات

تقول انها كانت نجمة فى سماء شاب هادىء الطباع

تسعد برؤيته مبتسماً وتنبهر بحسن اسلوبه فى الاقناع

و فى يوم شعرت بنفاقه ووجدته يخلع من على وجهه هذا القناع

واكتشفت حبه لأخرى وأخرى وادركت كم كان ماهر فى الخداع

هنا قلت لا تحكمى على الجميع انهم لا يعرفوا الاخلاص

وثقى ان سيأتى يوم لكل غدار فيه عقاب وقصاص

وانا عندما اطلقت عليكى نجمة الاخلاص لعلمى بقيمته

واعرف معناه وانه لا غنى عنه وادرك اهميته

هنا تبسمت النجمة وقالت ما احلاكى ملكة للنجوم

جميعنا نقدر حكمتك و بكلماتك تنسينا ما كان من الهموم

مرة اخرى اتطلع الى السماء لأنتقل بخيالى الى نجماتى

وفى لحظات احلق فى الفضاء واحلم بالغد وبالعمر الاتى

اغدو ملكة مرة اخرى لتصبح جراحى واحزانى من ذكرياتى

واجلس على سحابة بيضاء رقيقة تتوسط نجماتى

فأرى نجمة بعيدة حزينة باكية ..اقتربت لاجدها نجمة الحب!!!

جلست بجوارها وسئلتها ماذا يبكيكى ؟فقالت رأيت حباً يقتل قلب

تبسمت لها قائلة لا تبكى انه القدر وليس على الحب ذنب

ولكن لم توافقنى النجمة وانكرت قولى فهبت الرياح لغضبها هب

وهنا ادركت مدى حزنها فهى مجروحة وتشعر بالاهانة

نادمة على ما مضى معتقدة ان من احبت قد خان الامانة

اقبلت عليها وفى عيونى دمعة ولكن على شفتاى رسمت البسمة

وقلت انما الحب اسمى ما فى الوجود والفراق من النصيب والقسمة

وهنا هدئت نجمة الحب وتلألأت من جديد فى السماء

مكفكفة دمعها قائلة سيأتى يوماً انسى فيه كل هذا العناء

وعدت انا الى سحابتى الرقيقة فجلست وتنفست الصعداء

:)

اليوم اجلس على عرشى مطمئنة هادئة البال

تلاطفنى النسمات ومن حولى نجماتى تتلألأ فى دلال

تغفو النجمات الصغيرات بين السحب ويحرسها الهلال

فأحمد ربى على نعمته واسبحه على هذا الجمال

جائتنى نجمة الرضا وقالت هل لى ان اتكلم فى شىء يشغل بالى

اجابتها بالطبع... قالت سمعت شخص يقول لما هكذا دائما حالى

دائم الشكوى والاعتراض ولا يحمد ربه ابدا وقلبه من الرضى خالى

اولا يظن انه فاقد ما بين يديه مثل غيره!اولا يعتقد انه قد يكون التالى

قلت لها يا نجمة الرضا انتى اكثر النجوم رقة وانتى فى نظرى مسكينة

فهذا الشخص لم يعد يعرف معنى للرضى واختفت من قلبه السكينة

واصبح على الدنيا ونفسه همه وباتت مشاعره لطمعه رهينة

فلا تعجبى لحاله فهو قد نسى كل قيمه ومبادئه الثمينة

ملكة النجوم الجزء الثالث

----------------------------------------
انتظرت كثيرا عودة افضل نجماتى الصغيرات

وقضيت ليلى ما بين دعائى لعودتها وبين الصلاوات

وقبل شروق الشمس رائيتها قادمة تلمع فى السماء

وهنا هللت فرحة ناظرة اليها وتوقفت عن البكاء

واقبلت النجمات علينا وبرق البرق يحى عودتها منيرا الارجاء

سالتها اين كنت قالت كنت فى سماء هذا الانسان

ظننته طيب صادق واضح وفى قلبه ولو القليل من الحنان

اهتممت بحاله وتلألأت فى سمائه وشعرت به بى سعيد

وكان ينتظر لحظة ظهورى فى السماء وتعلق بى تعلقا شديد

ولكن فى يوم ادركت خداعه فقد كنت اراقبه من بعيد

رأيت الشك فى تصرفاته فهو لا يعرف معنى كلمة الاخلاص

وتأكدت حينها ان لا يجوز له ان يكون فى رحاب نجمة الاحساس!!!!!!

عاد الليل من جديد والتحفت السماء برداء مزين بالنجوم البراقة
وانا كلى شغف انتظر لحظة الصعود لمملكتى ونفسى لها تواقة
انتقلت بخيالى الى مملكة النجوم الواسعة الرائعة
وتفقدت احوال نجماتى واذا بى اكتشف نجمة ضائعة!!!
بحثت عنها فى كل مكان ودعيت النجوم الحراس
اصطفوا امامى يتسألون اين ذهبت نجمة الاحساس!!!
جلست ابكى حزينة على نجمتى الرقيقة المختفية
والتفت باقى النجمات تقول لى اولست بنا مكتفية!!!
اجبت بلى ولكن هى نجمة صغيرة اخشى عليها من ظلم الحياة
فتلك النجمة صديقتى وهى صاحبة الاحساس ومنتهاه
الى لقاء فى الجزء التالت
:)